الخميس، 25 فبراير 2010

درّة الرياض في حضرةِ البدر

بعد خمس سنوات من الصمت، الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود، يسترد ثقة البوح مع درّة الرياض، الشاعرة نوف بنت محمد في حوار مشترك بين الرقيّ والسموّ.

الخميس، 7 يناير 2010

الكاتبة والشاعرة السورية غادا فؤاد السمان في ضيافة النور

خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل الأنثى فيه باب الأدب لتصل مخادع السلطة الذكورية

حاورها : مازن لطيف

الإنسان الغربي يتوق إلى شرقنا ومخزونه الساحر من القصص والتقاليد وحتى الخرافات يأتينا من كلّ حدب وصوب، وكم يُدهشني هذا الاستبسال في سبيل تقليد الغرب بمسألة الانفلات والتحرر، مع أنّ الرجل الشرقي نهاية المطاف لن يعمد في العلاقة الحقيقيّة إلا إلى التقاليد الشعبية هذا ما تؤكده الشاعرة والاديبة السورية غادا فؤاد السمان المعروفة بجرأتها ونقدها للثقافة العربية وللمثقف العربي وخاصة في كتابها الذي احدث اشكالا اثناء صدوره "أسرائيليات بأقلام عربية " .. كان لنا معها هذا الحوار :

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

غادا فؤاد السمّان في صحيفة أوان الكويتية

بيروت - لوريس الرشعيني
«أتوق للبوح...ككل البكم في هذا العالم
أتوق للحرية... ككل الزواحف المحكومة بالعتمة
أتوق للكتابة... ككل الخارجين تواً،
من دورة مكثفة لمحو الأمية»..
بهذه الكلمات المرهفة الساحقة العمق والمعنى استهلت الشاعرة السورية غادا فؤاد السمان مجموعتها الشعرية الرابعة «كل الأعالي ظلي»، ووقعتها أول من أمس ضمن كوكتيل في فندق الكومودور في منطقة الحمرا البيروتية الضاجة أدباً وفناً ونشاطات ثقافية متفرقة. وحضره لفيف من أهل الثقافة والشعر الفن والمجتمع.

{ بماذا تخبرينا عن مولودتك الشعرية الجديدة؟
- أولاً باغتني بمسألة التأنيث للمولود، هو مولود وليس مولودة، وأعتز بأن يكون مؤنثاً أو مذكراً لأنه يحمل الوجهين، في الروح وفي الذات، وفي التجربة، يحمل خلاصة الأنا. «كل الأعالي ظلي» هو عبارة عن خريطة طريق قادتني بشكل أو بآخر إلى قمة الروح التي أسعى إليها باستمرار، وقمة التجربة التي أحاول الارتقاء معها ما بوسعي، فحياتنا كلها مربوطة بأغلال تقودنا دائماً إلى الأعماق أو ربما إلى «الوحل»، ولكننا نسعى جاهدين إلى أن نخلق لأنفسنا بعضاً من الأجنحة، حتى ننتصر على الوحل الذي يعتري حياتنا باستمرار.
سباحة في الخيال
{ إلى أين تسبحين في خيالك، وإلى أي درجة تسمحين لبصماته أن تغذي شعرك؟
ـ طبعاً السباحة في الخيال مرهونة أو مقترنة بالسباحة في الواقع، لا أتعدى الواقع ولا أتخطاه، أعيش اللحظة الراهنة بحذافيرها وأفلسفها حتى أتقبل صعوبتها، وفي النهاية تأثير الواقع هو الأقوى لأنه هو الحقيقة الدامغة في حياتنا جميعاً، ولا أحاول أن ألوذ من واقعي إلى خيالي، فهذا ملاذ غير آمن لأنه موقوت، ولأنه واهم ومبهم، لذلك أعيش التجربة والواقع بحذافيرهما وبكل التفاصيل، ولا أحاول التنصل من أي شيء يعتريني سواء كان سلباً أم إيجاباً، أثق بالقدر وبالملائكة، قد تداهمني بعض الشياطين أحياناً وتحاول أن تراودني عن يقيني، كل هؤلاء يزفونني إلى الأعالي باستمرار ويقودونني إلى الطريق الصحيح والسهل نحو الأعالي.
{ بين مجموعة وأخرى كيف تنسجين بيتك الشعري، وبماذا تختلفين شخصياً؟
ـ المجموعات الشعرية الأربع هي استكمال لأنفاسي الشعرية، أي أنها أنفاس متواصلة، ولكل منا بصمته في النفس، فلا أعتقد أن هناك خللاً ما بين مجموعة وأخرى، لا أقول إن هناك تطابقا، ولكن ما من هوة أو شرخ، ما من انفصال أو فصل، كل التجربة متشابهة لناحية صدقها وصدق المحاولة، فالتجربة في المحصلة هي مجرد محاولة، وأنا أعتز بمحاولاتي في استمرار لأنني أترجمها بصدقية عالية مع نفسي، وأحاول أن أرهن كل خبرتي في الحياة إلى الشعر.
عابرون في الزمن
{ من هي غادا بين مجموعتها الشعرية الأولى، ومجموعتها الشعرية الرابعة؟
- لا نستطيع أن نسأل الشمس، من أنت؟ ولا الرياح، من أنت؟ ولا الغيوم أو السحاب. أنا خليط هذه العناصر مجتمعة، عندما أقول الشمس: لأنني امرأة واضحة، عندما أقول الرياح: لأنني أمرأة غاضبة ومتمردة في استمرار، عندما أقول الغيم: لأنني امرأة حزينة، عندما أقول السحاب: لأنني امرأة معطاءة. أنا الباحثة عن أناها، عن مكانها ومعناها وجدواها، الباحثة عن دورها وعن بصمتها كي تؤكدها في هذا الوجود، فكلنا عابرون وفرصتنا في هذا الزمن ضئيلة جداً وقليلة المسافة، ولكننا نحاول جاهدين كي نؤكد وجودنا بشيء أو بآخر.
{ ماذا عن أسلحتك الخاصة؟
- لا يخلو الأمر من مزيد من الثقافة، وقد تكون الثقافة أحياناً عبئاً على الموهبة الأساسية، فكثرة الثقافة تصبح عبئاً على الإبداع وعلى التلقائية والعفوية التي عرفتها الشاعرة في الأساس، وانطلاقاً من ذلك أحاول أن أبحث في أعماق الذات، أعماق النفس والروح، أعماق غادا، أنا غوّاص أغوص في استمرار في أعماقها وأحاول أن أكتشف إن وجدت بعض اللآلئ، وإن لم توجد فأحاول أن أستنير بالحرف، بالحبر، وبالكلمة.
{ ما البصمة التي ميزت مجموعتك الشعرية هذه عن سابقاتها؟
- ربما ما يميز هذه المجموعة أني أصبحت أكثر قرباً من غادا وأكثر تطابقاً مع مراياها، أكثر تصيداً للآلئها الداخلية، ليس بمعنى الانغلاق ربما أكثر عزلة، فمواضيعي الشخصية لم تأتِ من فراغ، إنها مقترنة بالواقع وبالمجتمع، مقترنة بالآخر، بما يعتري حياتنا في استمرار من تفاصيل يومية ومعتركات مؤلمة وموجعة، لقد قلَّ الفرح في حياتنا، فأنا باحثة عن الفرح من خلال كوّة صغيرة جداً، أحاول أن أفتحها بيني وبين المجتمع كنافذة أطل بها على الفرح والضوء في استمرار، هرباً من عتمة الآخر، من عتمة الزمن، وعتمة النفاق الذي يسود المجتمع. كل هذا حاولت أن أركزه وأكرسه في «كل الأعالي ظلي».
رسم حدود المرأة
{ ما دور المرأة في شعر غادا؟
- المرأة دائماً ملامة، والرجل دائماً معاتب. المرأة ملامة عندما لا تحتفظ بكرامتها وبكبريائها، بأناها وبرقيّها وعلوها الذاتي، كل هذا إن لم أجده عند المرأة فهي ملامة، حتى غادا فأنا لا أقبل لها بالتخاذل، لا أقبل لها المساومة، لا أقبل لها الضعف أمام الآخر، ربما اعتدت أن أعلمها أن الإيمان هو الطريق إلى العلى وإلى الأعالي، وبأن اليقين يجب أن يقترن بالفعل وبالتجربة وبالمحاولة.
{ أنت لا تصورين المرأة بصورة المنكسرة التي يحضونها دائماً على الثورة على واقعها، أنت تلومينها!؟
- أنا أختلف كلياً مع هؤلاء الذين رسموا للمرأة حدوداً وحاولوا أسرها ضمنها حتى تكون بمتناول غرائزهم، غادا دائماً تحاول أن ترتقي حتى على ذاتها.
{ هنالك ثورة في شعر غادا على مختلف المستويات والأصعدة؟
- دائماً من يحاول الثورة، فهو دائم البحث عما هو أفضل، فمن قادوا الحروب ومن قادوا الثورات على مرّ التاريخ هم من أسسوا لمجتمعات أفضل، تبدأ ثورتي دائماً على ذاتي، ومن خلال هذه الثورة أحاول في استمرار أن أوجد غادا أفضل، أن أوجد آخر أفضل ومجتمعا أفضل، فأنا دائمة البحث عن الأفضل.
{ هنالك معارضون كثر لشعر النثر، بماذا تجيبينهم؟
- الشعر شعر يتجلى في كل شيء، يتجلى في نسمة عابرة، في ورقة شجر، في وردة تحاول أن تبوح بشيء ما، من يستطيع أن يستشف ما معنى الشعر، يستشف ما معنى النثر، وما هو معبأ من شعر داخل النثر، ليس المهم القالب، فالأهم هو الفحوى.
من نصوص السمان
...لا أهاب القيامة،
لكن هدوء الروح مقلق كالجحيم.
في كل اتجاه عتمة مؤكدة،
ومعظم الوجوه التي عرفتها،
سقطت ملامحها في غمرة،
النفاق...
{ { {
من أغلق باب الطيش؟
من فض براءة ذاكرتي،
من قص مخيلتي.. من؟
ويحل الصوت، الصمت، السكين،
يقطع دابر أسئلتي...
{ { {
«لم أكن ليلى أنا،
وليس لي في العشق،
قيس أو جميل».
هكذا أولمتني الهزائم،
لمواسم الوله الخرافية،
وأنا الغجرية.. الغجرية
لم تحتضنني حتى الآن،
ريح..
ولم أجن بعد،
من فصول العناق،
قُبلاً كنت،
أشتهيها.
{ { {
تذكر ما بوسعك أن تتذكر،
حين كان السؤال،
جل ما لدي،
كيف ظل الرماد ملح ناظريك،
يراوغني عن بياضي الأقصى،
إلى التباسك الفاحش كالعادة،
وقبل أن تنصرف إلى مكرك الدفين،
سأسلبك دموعي،
وأواريها بعيداً عن خبثك الماجن،..
العنوان؟
«إن غادا السمان أديبة منتجة جداً، سريعة الخاطر والبديهة، لغتها متينة وهي محدثة لبقة وحاضرة دائماً في كل الأمكنة، يرتاح لحضورها المستمع والمتلقي والجليس، وهي أديبة محلقة إلى الأعالي».
الشاعر عبد الحافظ شمص
العنوان؟
«إن أدب غادا يشبهها، حلو وشفاف، يعكس رقتها وشفافيتها، أنا أتابعها واستمعت لها مرات عدة على المنبر إلى جانب إصداراتها الأدبية، هنالك ضوء وجمالية خاصة في أدبها، وإجادة وبلاغة للغة العربية، ونحن نفتقر في أيامنا هذه لهكذا أدب وأدباء، ويقال:
كل إناء ينضح بما فيه.. فأدبها ينضح جمالاً وأدباً»
الشاعر جورج شكور
تاريخ النشر : 2009-12-22
http://www.awan.com/pages/culture/266821