الجمعة، 20 فبراير 2009

الطيب صالح - تحقيق العربية نت

العربية نت-
دبي - فراج إسماعيل وحيان نيوف، الدمام - إيمان القحطاني
الأربعاء 23 صفر 1430هـ - 18 فبراير 2009م

من جهتها قالت الأديبة غادا فؤاد السمان إن الطيب صالح كان من "الرواد الذين عملوا حركة انتقالية في الأدب عبر نقله من المحلية، ورسخ حضوره بشكل جيد عبر "موسم الهجرة إلى الشمال". وهو واحد من الذين شقوا في طريق الانفتاح وتكلم عن الجنس بحرية غير مسبوقة في بلاده، ويبدو أن هذه العوامل هي من أقصر الطرق إلى النجاح".وأضافت "أنا كنت في السودان لأسبوع كامل، وكل شخص منهم يمكن أن يكون بداخله الطيب صالح؛ لأن الشعب السوداني مثقف جدا. وما ميّز الطيب صالح هو جرأته، ولكنها لم تخدم مجتمعه ولا مثقفا عربيا تقريبا ساهم أصلا في تحرير مجتمعه من الجهل".

http://www.alarabiya.net/articles/2009/02/18/66729.html

الاثنين، 16 فبراير 2009

الذكرى الرابعة للغصّة



أغلق
اطبع

غادا فؤاد السمّان
قبل العام 2005 كان لتاريخ 14 شباط وقع مميّز على ذاكرتي، ليس لأنه عيد الحب وحسب، بل لأنه عيد ميلاد وليدي البكر، الذي أتأهّب فيه بكامل مشاعري وأمومتي، لأزفّ إليه تهنئتي القلبية كلّ عام بحفاوة بالغة، وخاصّة أنّ صغيري استطاع أن يجتاز سنة أخرى تخوّله الاعتداد بشبابه بثقة وزهو، وتمنحني بالمقابل شعورا أكبر بالطمأنينة على أنّ احتياجه من رعايتي التي لم يكتمل نصابها يوما كما أتمنى وأشتهي، لم تعد مطلبا ملحّا يشعرني بالنقص أو بالتقصير.
بعد 14 شباط 2005 تحوّلت المناسبة تحوّلا جذريا عندما تلقيت في الواحدة والربع ظهرا اتصالا هاتفيا من ابني بلهفة عارمة يسألني :"أمي هل أنت بخير؟" كان من الصعب أن أردّ لأتحدّى ذهولي، وقد ارتعدت أوصال بيتي وأوصالي بالكامل لهول الانفجار، والشاشة الصغيرة تنقل بشاعة الإثم الذي ارتكبه القتلة وضاعف صمتي وقتها حيرة ودهشة كيف تمكن هاتفه القادم من دمشق اختراق أزمة الخطوط التي تمّ تعطيلها كليّا في حينه، كان صوته يرتجف وصوتي يختنق بدمعٍ يفيض، والدخان يتصاعد ليس فقط على مشارف المشهد القادم من شرفة بيتي التي ترصد ضبابا ألمّ بامتداد المنطقة، بل تسرّب ذاك الضباب إلى إنساننا الكامن في الأعماق، رافضا كلّ الرفض أن تكون يد الغدر قد انطلقت حقّا بإرادة الشقيقة، أو انطلقت فعلا بتدبير أو مساندة منها، فأي انتماء وقتها سيرتضيه الانتماء، وأي تبرير ستصفح عنه "مواطنيّتي" عندما تمتدّ أصابع الاتّهام لتؤكّد أن القاتل تسلل من هناك، وربما تحضّر وتوضّب وبورك إجرامه من هناك؟ فأيّة طمأنينة وقتها يُمكن أن نعرفها، وأيّة ثقة يُمكن أن نستعيد، جملة الاتّهامات التي بدأت تضرب على أعصاب التلقّي محقّة كانت أم مجحفة، كان لوقعها ألم السياط، مثلما كان للشكّ الذي يشبّ في الأعماق أثر الحريق، ولم يكن أمامي إلا أن أضرب كفّا بكفّ، راجية أكثر من غيري معرفة الحقيقة، وتوالى الانتظار مواكبة لكل التقارير الدولية، وترقّبا لكل التصاريح والبيانات المحليّة، ولا يزال مفهوم الحرية معلّقا حتى انبثاق فجر الحقيقة، وتحديد هويّة القتلة بموضوعية ومنطقية وعقلانية تامّة وهذا الأهم لتحديد هويتنا أو تبديدها لو صدقت الرؤية، وإدراك حقيقتها لا إرباكها في سبيل الإرباك ليس إلا، لن نقبل التجنّي لمجرّد التجنّي، ولن نستسهل التحيّز للتحيّز لا غير، ثمّة فاجعة، وثمّة شهداء، وثمّة من يترصّد الحقيقة ليس في لبنان فحسب بل أجزم أنه في سوريا أيضا، بلد الأباة، والأحرار، وكل مواطن يثمّنُ غاليا معنى الحرية ويحترم كينونته وكيانيّته هو معنيّ بالحقيقة، حقيقة من خطط ودبّر ونفّذ، وحقيقة من دعم وساند وتجرّأ، الشعب السوري يؤيد حكومته تأييدا تاما كما تحبّ قيادته وترضاه، ولكن لو ظهر الحق وزهق الباطل وأقرّت الحقيقة فعلا تورّط من تورّط، فهل حينها سيظلّ التأييد مستمرّا؟كم فاض صبرنا وكم غاض، ولا شيء يضاهي الحقيقة جدارة بكل هذا الصبر والانتظار سوى حقيقة مبنية على المنطق موثّقة بالبرهان ومؤكّدة بالحجة الدامغة، لنلعن القتلة ونعلنهم أينما كانوا وأيّا يكونون.
لن أنسى لهفتك "رفيق الحريري" حين جمعتنا الصدفة وحددت موعدا بيننا كان القاتل السبّاق إليه، ولن أنسى لهفة "سعد" نجلك البار عندما بذل كامل الاكتراث ليرمّم لي حَدَثَا جللا ورد سهوا ذات "نهار".
عذرا رفيق الحريري لم أشارك في ساحة الشهداء تفاديا لحساسيات أصّلتها زمناً رعونة الأشقّاء، ولكن لكَ حرفي وحبي وحريتي وتقديري الكبير.


فوارق المؤسسات الإعلامية



أغلق
اطبع


غادا فؤاد السمّان
"ضربتين على الرأس بتوجع" هكذا يقول المثل، ووداعان في مؤسسة إعلامية كالمؤسسة اللبنانية للإرسال l.b.c./ بغضون يوم واحد أو يومين، هو ليس بأمربسيط، فما إن انفضّ الاحتفاء الوداعي بالإعلامي السعودي "علي العلياني" معدّ ومقدّم برنامج المنوعات "عيشوا معنا" والحقّ يُقال إنّ شاشة الـl.b.c. قد أفسحت المجال واسعا وطليقا وعميقا وحرّا لحشد أكبر عدد ممكن من المشاركات التي أسهمت بالإدلاء بدلوها من كلّ حدبٍ وصوب عن تجربة علي العلياني الإعلامية، ولا أحد ينفي أو ينكر مَلُكات علي العلياني وثقته بنفسه وبحضوره التي كانت تتجلّى بوضوح على الشاشة من خلال الإطلالة اليومية، إلا أنّ توسيع دائرة الضوء وتخصيص الوقت اللائق بالوداع دون ريب يضاعف أسهم الإعلامي الخارج توّا من مؤسسة كـ L.b.c إلى أخرى أو حتى إلى العدم، ويتيح دون ريب له الفرصة بالبقاء طويلا على رصيد ذاك التكريس والتميز إلى وقت بعيد الأمد فعليا.
بالمقابل الإعلامية "مي شدياق " التي تقدّم "بكل جرأة" أسبوعيا على شاشة الـ L.b.c منذ عودتها "العجائبيّة" من دور النقاهة والتي خرجت شهيدة حيّة من براثن الموت رغم أنف القتلة، وأقول العجائبيّة بفضل الله وإيمانها وعناية القديس "مار شربل" كما تردد دائما ولا ريب أنها تردد ما هو حقّ وجليّ، وإذا كانت مي شدياق إعلامية تميّزت فلا ريب أنها إضافة إلى تميّزها الشخصي، وكفاءتها المهنية العالية التي اكتسبتها بالمؤسسة المذكورة، وحدّة قناعاتها ومواقفها اللافتة، فهناك مؤسسة تحترم موظفيها، وتعمل على تظهيرهم بالصورة اللائقة دائما، كما تعمل على تعزيز حضورهم كيفما استطاعت إلى ذلك سبيلا، إذ ثمّة هوامش عدّة لأنا الإعلامي، لـ"كيانيّته"، و"شخصانيّته"، وحضوره، وقناعاته، ومواقفه، وتوجّهاته، ونزعاته، ورغباته، فكما أعلنت ميّ شدياق برنامجها بكل جرأة على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وكان لديها الحيّز الأوسع لتعلن ما تودّ إعلانه، وتمرر من الرسائل ما تريد أن تمرره، هكذا كان الحال عند قرارها الانسحاب ليل "الثلاثاء" 3/2/ 2009 ، لم يكن وداعا بروتوكوليّا، بل وداعا يحمل في أعطافه رسائل عدّة، وغضبة عارمة، مما يدور في الكواليس ويُحيكه الزملاء، وكم هم متشابهون الزملاء في كلّ مكانٍ وزمانٍ ومؤسسات، ولا شكّ أنّ غياب ميّ عن الشاشة سيترك فراغا كبيرا كما تركت "جزيل خوري" قبلها، وإذا كانت التفاصيل الخفية تؤلم ميّ فلتواسي نفسها بالعنوان العريض، كونها عملتْ في مؤسسة حرصت على تكريس دورها الإعلامي وتظهيره دائما كما تحب ميّ وتتمناه، وتحضرني المفارقة هنا وقد عملتُ في مؤسسة إعلامية مصغّرة عن كلّ شيء واكتفيت باتّساع الأثير في إذاعة "صوت بيروت"، يقينا منّي أن الأثير أوسع من كلّ الإدارات والمباني والتجهيزات، ومع ذلك كان الأثير أضيق مما تخيّلت، وحيّز الأنا مصادر خارج الاستديو، وجملة القناعات الذاتية مشطوبة بالخطّ الأحمر العريض، والرقابة قائمة على كامل السياق وكلّ ما يرد فيه أو لم يرد ليندرج تحت طائلة النيّة المُضمرة أو المُبيّتة، وكان لزاما أن أجدَ راعياً لينقذ برنامجي "اختلاف" من الإيقاف وقد كبر رصيده بأسماء عريقة دخلت الاستديو الصغير جدا كِبْرا لدعوتي واحتراما، وإذا بالإدارة ترتئي إيقاف البرنامج لانعدام تأمين الدخل والموارد المادية التي لم أجد إلى توريدها للإذاعة سبيلا متسائلين في كلّ اجتماع أين هي علاقاتك؟ وفاتهم أنّ العلاقات الفكرية غير مثمرة على الإطلاق في زمننا الراهن، ولا مجال استثماري حيوي إلا للنفاق والتدليس والعلاقات المشبوهة، وبدون مقدمات وبدون وداع وبدون حق تسديد حلقة أخيرة تمّ قرار إيقاف البرنامج لأنها رغبة نائب المدير "الجديد"، الذي لم يجد وسيلة لإقناعي بالتصرّف معه بلباقة وبـ"أنوثة" كفيلة بتعويض السنتيمترات المتآكلة من قامته المحدودة. ولم أجد الأسلوب اللائق لمعالجة "البروستات" المتضخمة في ذهنه العليل بالسيادة والتسلّط. شأنه شأن الكثير الكثير من ذكور المرحلة العابرة بالتأكيد.