الأحد، 6 سبتمبر 2009

الثورة السورية

غادا فؤاد السمان وأسئلة النار



ثقافة
الأحد 6-9-2009م
ديب علي حسن

أتوق للبوح ككل البكم في هذا العالم أتوق للحرية.. ككل الزواحف المحكومة بالعتمة أتوق للكتابة ككل الخارجين تواً من دورة مكثفة لمحو الأمية.

هكذا تبدأ الشاعرة غادا فؤاد السمان مجموعتها الجديدة والصادرة عن دار فضاءات تحت عنوان شاعري له رمزيته ودلالته (كل الأعالي ظلي)‏

لماذا تتوق إلى البوح وهي الشاعرة.. وهل من أحد يلجم الشعراء حين يريدون البوح..أتراه البكم الذي تشكوه هو تلاشي الصرخة في مهب الصدى فلابد من صرخة وصرخات وربما كان البوح أسلس وأنغم وأبقى أثراً، فالندى يترك في الصيغة على الورد أثراً يعطيها نسغاً لحياة وارفة..‏

أما الحرية .. فهل ثمة حرية في هذا الكون .. كلنا أحرار بمقدار وكلنا مقيدون بمقاديره وعبقرية أياً كان أو لنقل عبقرية هذا المبدع أو ذاك تكمن في أن يبحر ويسبح ويعارك وهو يلج عوامل بحار مجهولة لم أر إبداعاً كتب في ظل السهولة بقي خالداً بل استساغه الناس حيناً وذهب مع دخان سيجارة.‏

غادة السمان ، تتألم وتحزن وتكابر في مجموعتها الجديدة وهي تبتكر أحزاناً جديدة هي أحزاننا وآلامنا، لاتراوغ فيما تريد أن تقوله تذهب إليه معطرة بعبق الأحزان .. تذهب نزقة وما أجمل النزق حين يبدع، تقول السمان:‏

دمشقية وحسبي أنني لست المدينة لست أطلالها لكنني بالتأكيد غيمة عادة تختزل سر المعنى والتباهي وهي تمطر نزقاً لايثمر في كياناتكم المتصحرة أبداً ، المجموعة مشغولة بنزق يزداد ألقاً ورونقاً حين يدخل مساحته الشعور فهي تارة تصب النص الشعري دفقة طويلة لا تتجزأ كما في النصوص الأولى وتارة أخرى تهطل علينا بقصيدة الومضة كما في النصوص الأخيرة ولعل فوران البحر أعطى هذه الومضات بعدها وعمقها:‏

حبيبي..على عجل أخط لك اشتياقي بعد قليل سأكون في لجة البحر بعد قليل سأكون في لجة البحر ربما ابتلعه ربما يبتلعني المهم أن تظل موجه الثائر..‏

وكم نتمنى أن يكون موتها جديداً غير مألوف: ماذا لو أموت قليلاً بعيداً عن هذا الموت المتراكم صلباً فوق جناحين أو رعباً محكماً بعاشق طائش وثلاث قصائد مدوية..؟‏

ولغادا السمان أكثر من سبعة أعمال مطبوعة هي:‏

وهكذا أتكلم أنا.. الترياق.. بعض التفاصيل إسرائيليات بأقلام عربية /كل الأعالي ظلي/ وثمة مجموعة جديدة تحت الطبع هي: آثام مابعد الظهر‏

ومن نص أسئلة النار في المجموعة نقتطف قولها: من أغلق باب الطيش من فض براءة ذاكرتي من قص مخيلتي ..قهر..؟ ويحل الصوت، الصمت، السكين يقطع دابر أسئلتي أرحل لا.. أرحل بل أترنح مثل الطير دمي المسفوح يضم سواقي الجرح وأغني كخريف ضل فصول النار ياقاذف هذا الثلج ياساخط هذا القلب المسكين ..لماذا.. لماذا النبض..؟‏

http://thawra.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=20886227320090905222836

ليست هناك تعليقات: